رن جهاز التنبيه في الساعة 8 مساءً....مد يده التي اعتادت لاارادياً على حمل الجهاز واغلاقه ...وعاد الى النوم مرة ً أخرى ..
الساعة 12 صباحاً:
أشعث الشعر ..مقطب الحاجبين..
مازال على فراشه ..ينظر الى سقف الغرفة ..
يتذكر مارآه من احلام اثناء نومه ..او يقظته ..!!
أستحم بماء بارد منعش ..وأرتدى ملابسه الملقاة على الأريكة ..
وتناول كوب القهوة ..وسار متجهاً الى باب الشقة ...
هكذا هو بداية كل يوم بالنسبة لــ جون ..
الساعة 1 صباحاً:
الشوارع هادئة ..البرد قارص..الطرقات موحشه..السماء متلألأةً بالنجوم...
ليل بارد..مظلم وجميل ..مؤنس على الرغم من وحشته ..
سار جون في طريقه ..وحيداً...بخطى سريعه كمن يسير عجلاً الى عمله ..وعلى وجهه ابتسامه ساخرة ..لاتخفي عن الناظر اليه ..نظرته الغامضه وحاجبيه المعقودين ..
يرتشف قهوته الدافئة ..وهو متجهاً الى الحي المجاور ..ثم توقف عند بناية من ثلاثة ادوار ...شبه قديمه ..ولكن مكتظة بالسكان ..
صعد سلالم العمارة متجهاً الى الدور الثالث ..
ثم وضع سيجارته المشتعلة بين شفتيه ..وأخذ يصفف شعره بيده ..واليد الأخرى ممسكة بكوب القهوة ..
عند باب الشقة ..
أممم..هاأنذا وصلت اخيراً ...كم اشتقت اليكِ...
هم بفتح الباب ..ولكنه توقف فجأة متذكراً شيئا مهم ..
القى بسيجارته وداس عليها بحذائه ..
ههههههه...كما اتفقنا لا للتدخين داخل المنزل ..!!
دخل الى الشقة المظلمة قائلاً:
مرحباً ..لقد وصلت عزيزتي ..
-.....
أثاث بسيط وأنيق ...وضعت كل قطعة منه بترتيب وتنسيق ..
يعم المكان سكون وهدوء ..
جميل ولكن صامت ..
وكأنه قبر تزين بالورود ..
اتجه جون مباشرة الى الشرفة المفتوحه ..
أممم..ماأجمل منظر النجوم في السماء هذه الليلة ..
ألا ترين ذلك عزيزتي ؟
-.....
هههههه لطالما كنا توأم .!!
أشعر برغبة عارمه للرقص ..مارأيك غاليتي ؟
-.....
جميلٌ جداً...أذن ...فلنرقص على انغام اغنيتنا المفضلة ..
عم المكان لحن الموسيقى وصوت المغني يشدو بكلمات اغنيتهما المحببه ...
You know ..I can't smile without you
I can't smile without you
I can't laugh and I can't sing
I'm finding it hard to do anything
You see I feel sad when you're sad
I feel glad when you're glad
If you only knew what I'm going through
I just can't smile without you
وأخذ يتمايل راقصاً بنشوة عارمة ..وعلى ملامحه سعادة مشرقة ..
لم يعتد أحداً أن يراها من قبل على وجهه..
أستمر جون بالرقص والغناء ..ثم توقف فجأة قائلاً:
ماذا بكِ عزيزتي ..؟ هل تشعرين بالنعاس ؟
-.....
فعلاً لقد ادركنا الوقت دون أن نشعر ..
أذن ..سأذهب الآن لأدعكِ تنامين وأنا سآتي بالغد ..وأحضر معي باقة جديدة من زهور الجوري ..لأني الاحظ ان الموجودة هنا بدأت بالذبول...
أتجه جون الى الطاولة الموجودة في منتصف الغرفة ..وتناول علبة خشبية أنيقة مفتوحة الغطاء ..
وأخذ ورقة صغيرة وضعت بالعلبة ..وقرأ مافيها... وأبتسم
ثم أخذ ورقة أخرى فارغة من مجموعة اوراق وضعت بعناية بجانب هذه العلبة ..
طبع عليها قبلة من شفتيه وقال :
سأظل أحبك ...
ثم وضعها داخل العلبة ..
أرتدى معطفه ..وأتجه نحو باب الشقة متأهباً للخروج ..
وقبل أن يخرج التفت خلفه وأبتسم ...وقال :
تصبحين على خير حبيبتي ...الى اللقاء غداً..
وسار عائداً من حيث أتى ..
الساعة 8 صباحاً:
صباح مشرق ...سماءً صافيه ...زوج من العصافير يغرد على الشرفة ...
ماأجمل هذا الصباح ..وماأسعدكما ايها العصفوران ..محظوظان
ببقائكما معاً...
أخذت ليزا بعض من الوقت وهي تتأملهما ..وبعد أن قالت هذه الكلمات بحرقة قلب وحزن شديد ...
هاهي دمعة ساخنة سالت من عينها ..لتكوي خدها الناعم ..الذي لطالما تورد احمراراً عندما يلمسه بيده الدافئة ..
تنهدت ليزا ..ثم قالت :
لا ..لن أبكي ..لن أبكي ..
سأذهب اليه حالاً ..كم أشتقت اليه ..
توجهت ليزا الى غرفتها ..وأرتدت فستانها الأحمر المفضل لديه ..
تزينت ...تعطرت ..وضعت قليلاً من أحمر الشفاه الزاهي على شفتيها ..
ثم توقفت قليلاً قائلةً :
ههههه...سأزيله حتماً لطالما ازعجك أحمر الشفاه ..
خرجت من الشقة وهي بكامل زينتها كعروس تستعد للقاء عريسها ..
توجهت الى بائع الازهار ..وابتاعت باقة من زهور الجوري الحمراء ...وأكملت سيرها ..
وصلت اخيرا ...وقفت عند البوابة ...
آآآه ..أشتقت اليك
ثم توجهت بخطى هادئه الى مكان تواجده ..
وهي تسترجع في ذاكرتها كل اللحظات التي جمعتهما معاً ..
لم ولن أنساك عزيزي ..كنت معي دائماً ...وستبقى معي ..
نعم ستبقى معي ..
روحك الطاهرة لم تفارقني يوماً ولا لحظه ...
أنفاسك ...رائحتك ...صوتك ...ضحكاتك ...رائحة سجائرك ..
أنا في انتظارك الليلة وكل ليلة ...لاتتأخر أيها المتكاسل ههههه..
وضعت ليزا باقة الجوري ..وقبلت المشهد المحفور عليه :
هنا يرقد جون كين
