كريم بن زيما خليفة زيدان

تظل فرنسا تضرب موعدا مع نجوم كروية تعود جذورهم الى منطقة القبائل الجزائرية مثل زيدان، وكريم بنزيما واحد من هذه المواهب المتألقة مع نادي ليون ومنتخب فرنسا وهو تلميذ أكاديمية ليون للناشئين وعلى يدها تعلم فنون اللعب في كل مواقع الملعب رغم تأكيد اللاعب مرارا أنه هداف في المقام الأول يحب مجابهة حراس المرمى بقلب شجاع.

ولد كريم بنزيما في 19 ديسمبر/كانون الثاني 1987 في مدينة ليون الفرنسية، ولعب هاوياً في سن 8 سنوات في أكاديمية ليون ثم دخل تشكيلة فريق الناشئين في سن ال 15 وسجل 38 هدفا في فريق ليون دون سن 16 ثم نال بطولة أوروبا دون سن 17 مع منتخب فرنسا وكانت أول مباراة احتراف له في سن 17 أمام نادي ميتز. كان صاحب الهدف الوحيد في شباك النمسا في أول مباراة له مع المنتخب 28 مارس/ آذار 2007. والنجم الواعد شديد الإخلاص لناديه ليون رغم عروض عديدة من مانشستر يونايتد وبرشلونة، لأنه ببساطة يحلم بالفوز بكأس دوري أبطال أوروبا للفريق الذي رباه وطور موهبته. يعيش بنزيما اليوم تحت أضواء الشهرة مع طموحات ناديه بلقب سابع في الدوري الفرنسي وأحلام منتخب فرنسا بالتحليق في بطولة أمم أوروبا 2008 وقد التقت به مجلة “أونز” في حوار هنا نصه:

الناس كلها تنتظر اليوم أداء جميلاً من كريم بنزيما، كيف ترى هذا الحماس لك؟

أرى أن جهودي المضنية طيلة سني لعبي مع ليون قد أتت ثمارها اليوم، لذا أعتبر ما وصلت اليه من حب الجمهور وتشجيعه تسلسلاً منطقياً للأمور وقد كبرت وكبرت خبرتي معي، فلم أعد الفتى ذا ال 16 أو ال 17 ربيعا وألعب مع المحترفين منذ ثلاث أو أربع سنوات لذا بدأ الناس يتعرفون الى موهبتي وأرجو أن يكون هذا الموسم موسم الذروة لدي.

حدثنا عن مسيرتك الكروية؟

لعبت وأنا دون ال 16 عاماً في فريق المبتدئين في نادي ليون أقل من عام وبعد أن لاحظ القائمون هناك موهبتي من بين الكثيرين معي التحقت بفريق المحترفين وكدت أطير من الفرحة حينها ومنذ ذلك الحين بدأ الجمهور يتعرف الي، وقد ساعدني جونينيو وويلتورد وجوفو على التأقلم بسرعة على المناخ الجديد وأسدوا إلي الكثير من النصائح، ولا شك أن علاقة اللاعب الصغير بالكبار المحترفين تكسبه المزيد من الدعم والثقة بالنفس فضلا عن توجيهات برنار لاكومب حول طريقة تنقلي في الملعب وتعلم الجرأة أمام المرمى مما أسهم في تقدم أدائي كثيرا.

وهل كان لاختيارك لاعباً في منتخب فرنسا أثر إيجابي قبل خوض مباريات ليون؟

ليس كثيرا، رغم أن كوني ضمن صفوف المنتخب قد منحني مزيدا من الثقة والتصميم. ما زلت أطمح لنيل المزيد من الألقاب وأرى نفسي في حاجة للتطوير والتجديد دوماً.

وهل حددت أهدافاً معينة؟

بالتأكيد، شأني في ذلك شأن كل لاعب. أطمع في المشاركة في أكبر عدد من المباريات وتسجيل أكثر عدد من الأهداف.

باستثناء الموهبة، ما الذي يؤهل لاعباً بعمر العشرين للنجاح في ليون؟

الذكاء في المقام الأول، والاستمرار في الطموح باحتلال المركز الأول بين المهاجمين إن كان اللاعب في المركز الثاني أو المركز الثاني إن كان ثالثا وهكذا للاقتراب ببطء من النجومية، ولا بد للاعب أن يكون سعيداً وراضياً في البداية لمجرد كونه ضمن فريق كبير. اللعب مع نجوم كبار فرصة عظيمة للاعب شاب، ولن يبالي الناس بعمرك إذا كنت تلعب في فريق كبير ويظل يتوقع منك المزيد، وفي ناد مثل ليون لا أهمية تذكر للسن بل للعب الجميل.

وهل بقي على هذه الحال أي مكان للاسترخاء؟

بل يبقى الاسترخاء المطلوب رقم واحد كي يستمر اللاعب بالنجاح، فكثرة الضغط تفقد اللاعب مهاراته مهما كان كبيراً.

وكيف كنت تنظر لنادي ليون عندما كنت صبياً؟

كنت في أكاديمية النادي ولم أبلغ ال 13 لكنني لم أكن صراحة من مشجعي الفريق كثيرا لكنني مع الوقت تعلقت به وارتبطت بطموحاته. وعندما كنت ألعب في فريق الناشئين كانت غرفتي تطل على الملعب الذي يتدرب فيه فريق المحترفين الأول وكانت مشاهدتهم تجعلني أحلق بأحلامي لأكون من بينهم يوما ما وكنت أقول لنفسي “إن سنحت لي فرصة اللعب معهم سيكون الأمر رائعاً، وإن لم أنجح سأبحث عن مهنة أخرى”. كان انضمامي الى فريق ليون الأول حلماً وليس هوساً وعندما بلغت ال 16 أدركت أني سأتخذ من كرة القدم مهنة لي حتى آخر العمر ومنذ تلك اللحظة بذلت كل ما في وسعي من أجل الوصول الى القمة.

وهل جعلتك إصاباتك المختلفة في الموسم الماضي أكثر حرصاً على صحتك؟

سببت لي هذه الإصابات مشاكل حقيقية حينها ولا أريد أن أعيش التجربة مرة أخرى، لكنني تعلمت منها الاهتمام أكثر بنوعية غذائي وضرورة أخذ استراحة كافية والعمل على تقوية عضلاتي بالتدريب المكثف علاوة على نوم القيلولة الذي يمنحني مزيدا من النشاط قبل المباريات في المساء.

وهل هناك نجوم استلهمت منهم النجاح؟

بالتأكيد وعلى الأخص رونالدو لأنه لاعب يملك جميع إمكانيات النجومية: سرعة ولياقة وتكتيك وحس التهديف، إنه ببساطة الأقوى في نظري.

في الموسم الماضي لعبت في يسار الوسط، ما الموقع الذي تفضل اللعب فيه؟

قلب الهجوم، فأنا أقدم أفضل ما لدي في هذا الموقع ومنذ صغري أرى المرمى أمامي من دون أن أفتح عيني. التهديف ميزتي الأولى وأشعر بلهفة القرب من الشباك،أحب اللعب في الهجوم أفضل من الوسط رغم قناعتي برأي المدرب الذي يرى أن اللعب في الوسط يوسع من امكانياتي الدفاعية ويطور جوانب اللعبة لدي.

تتحدث كثيرا عن التطوير، ما هو برأيك الجانب الذي تشعر أنك تريد تطويره في أدائك؟

علي تطوير جميع جوانب اللعبة لدي في جميع مواقع الملعب كي أصبح هدافاً من الطراز الأول، خصوصا الضربات الرأسية وقد قطعت شوطاً كبيراً من المشوار الآن.

وكيف تقيم البداية المتعثرة لليون مطلع هذا الموسم؟

تعرض الفريق لعدد من الضربات الموجعة، وسادت شكوك حول إمكانية انتقال لاعبين كبار فيه لأندية أخرى ولا يملك أي فريق في هذه الحالة إلا التكاتف والتعاضد من أجل انطلاقة قوية. قوة ليون تكمن في تكاتف لاعبيه وعندما ننظر لابتسامة كوبيه حارس المرمى وكريس رغم إصابتهما نشعر بمسؤوليتنا في إبقاء ليون قوياً أمام خصومه لنثبت للجميع أنه ليس لقمة سائغة